نادال يعلق على أزمة ألونسو وفينيسيوس.. وإمكانية رئاسة ريال مدريد

في حوار مليء بالتأملات العميقة والاعترافات الإنسانية، فتح الأسطورة الإسبانية رافاييل نادال قلبه أمام خورخي فالدانو في برنامج “كون فالدانو” على Movistar Plus+، ليكشف عن ملامح مرحلة ما بعد الاعتزال، ورؤيته لمسيرته الفريدة، وعلاقته بريال مدريد.

وتحدث بطل الـ22 جراند سلام عن السلام الداخلي الذي وجده بعد الابتعاد عن المنافسة، وعن الجهد،  الذي شكّل رحلته، وصولاً إلى تفاصيل شخصية لم تُسمع من قبل حول منافسته، وروتينه الداخلي، وكيف يرى ألكاراز وسينر و”الثلاثة الكبار”.

ولم يخلُ الحوار من الجوانب المستقبلية، إذ تطرق نادال لأول مرة بشكل أكثر وضوحًا لمسألة إمكانية رئاسته لريال مدريد في يوم ما.

السلام بعد التقاعد

وقال بطل 22 بطولة “جراند سلام” إنه اكتسب “سلامًا داخليًا” منذ اعتزاله، ليس بسبب جدول أعمال لا يزال حافلاً، ولكن لأنه “لا لديك المسؤولية اليومية التي تتطلب منك الأداء المستمر. هذا غالبًا ما يرهقك وينتهي بك الأمر بألا تكون سعيدًا كما ينبغي أن يكون شخص محظوظ مثلي”.

وأضاف: “لقد دفعت بفرصتي لأكون قادرًا على المنافسة حتى النهاية. وهذا أعطاني القناعة بأنه كان عليّ اتخاذ هذا القرار. الخزان كان خاليًا بالفعل. بالنسبة لي كان الأمر منطقيًا. لم أعتزل متعبًا من التنس أو بلا حافز، لكن جسدي لم يعد قادراً على الاحتمال. كان بإمكاني المنافسة، ولكن ليس بالمستوى الذي اعتدت عليه”.

وصفق المئات الذين ملأوا قاعة مبنى تيليفونيكا في مدريد لعبارات مثل: “لم أقدم تضحيات كبيرة من أجل التنس في حياتي، بل جهودًا كبيرة”، و”حاولت أن أكون على طبيعتي ولم أعتبر نفسي أبدًا أي شيء مميزًا”، و”لم أفقد التركيز أبدًا”، و”كنت الأكثر انتقادًا لنفسي”.

وكشف عن جانب إنساني، حيث اعترف أنه عندما حسم مباريات مستحيلة مثل النهائي ضد دانيل ميدفيديف في أستراليا: “بالتأكيد كنت أعتقد أنني قد أخسر. لكنه لم يتركني أستسلم أبدًا”.

وعلق فالدانو قائلاً: “هذا هو فهم الرياضة، أن تحاول تقديم أقصى ما لديك، حتى مع علمك بأنك ستخسر”.

المنافسة والسحر

وعن المنافسة الحالية بين ألكاراز وسينر، أضاف نادال أن الشيء الوحيد الذي استطاعوا التأثير فيه هو “المساهمة في أنه يمكنك أن تكون أشرس منافس دون فقدان الصداقة”.

أما عن المنافسة بين “الثلاثة الكبار” (فيدرر، ديوكوفيتش، ونادال)، قال: “لأن في عصرنا عندما وصلنا، كان سامبراس هو صاحب أكبر عدد من الألقاب الكبرى (14 لقبًا). إذا لم نكن نحن الثلاثة موجودين، لربما توقفنا عند حد معين. لكن بوجودنا الثلاثة، لم يكن هناك مجال للاسترخاء. لهذا السبب انتهى بنا الأمر عند 24، حسناً، في الوقت الحالي، 22 و20”.

روتينه قبل الإرسال

وكشف نادال عن روتينه الشهير قبل الإرسال، من صف الزجاجات للجلوس على الكرسي، موضحًا أنه ليس مؤمنًا بالخرافات: “تقريباً لا شيء. وخارج التنس ليس لديَّ روتين. لكن التنس يتطلب التركيز في جميع الأوقات. كنت أقوم بذلك لأخذ وقتي. حاولت تقليل هذا البروتوكول، لكن بما أنه لم يكن أمرًا سيئًا ويجلب الانتصارات، استمررت عليه”.

التطور والتدريب

وفي رد على سؤال فالدانو حول تطور التنس، قال نادال: “الآن يضربون الكرة بقوة أكبر”، وأضاف أنه لم ينمُ كثيراً مع تدفق الإحصائيات الحديثة. “المعرفة قوة، لكنني كنت أريد فقط المعلومات المناسبة. كنت دائماً أعتمد على الحدس أكثر، كما كان الأمر مع فيدرر، الذي لعب بالإحساس”.

كما دافع عن دور المدربين، مشيرًا إلى أهمية استقلالية اللاعبين: “يجب على الشباب أن يفهموا أنه بغض النظر عن كوني رافا نادال، فلن أقول لهم أشياء أكثر من المدرب الذي يضحي من أجلهم. يمكننا أن نكون مساعدين جيدين، لكن لا يمكننا أن نعيش بالاحتياجات اليومية التي يحتاجونها. هؤلاء المدربون هم من يقدمون التفرغ اليومي”.

مستقبل نادال وريال مدريد

لم يتحدث نادال عن مستقبله بما يتجاوز المشاريع التي يشغلها الآن، مثل الأكاديميات والمساعدات عبر المؤسسة الخاصة به. وحذر: “ليس لدي طموح كبير في الاتحاد (التنس)”.

لكن سُئل عن علاقته بريال مدريد، فأجاب عن رغبته في رئاسة النادي مستقبلًا: “لا نعرف. على المستوى النظري، هذا شيء جميل. إذا فكرت في الأمر، سأضطر للقيام به عندما أكون مستعداً. أرغب جزئياً في أن تتاح لي الفرصة للنظر في الأمر، لكني لا أعرف”.

العلاقة بين تشابي ألونسو وفينيسيوس جونيور

واستخدم نادال، تقنية “الدروب شوت” للرد على الموضوع الجدلي الوحيد، مشيرًا إلى العلاقة بين تشابي ألونسو وفينيسيوس جونيور: “أعتقد أنه تم التعامل مع الأمر بشكل جيد. يتم إصلاحه بالتحدث من منطلق التفاهم. يجب على فينيسيوس أن يفهم من هو صاحب السلطة. هذه أمور يمكن تصحيحها من خلال الحوار. أول من يجب أن يستغل التحسن والمنافسة في مركزه هو فينيسيوس لأنه يحتاج إلى حلفاء أقوياء”.