كواليس هزيمة برشلونة: فليك ثائرا.. وتير شتيجن يفاجئ الجميع

لم تكن هزيمة برشلونة أمام تشيلسي في ستامفورد بريدج مجرد خسارة ثقيلة، بل رافقتها كواليس عديدة شهدتها المدرجات والمنطقة الفنية، لتنقل صورة مختلفة عمّا ظهر على الشاشات. انفعالات المدرب هانز فليك غير المعتادة، إلى جانب الحضور المفاجئ لمارك-أندريه تير شتيجن، وصولا إلى الأحداث المثيرة بين الجماهير، كل ذلك نسج ليلة كاملة من التفاصيل لم تُرصد كلها أمام العدسات.
وبعد هذه الهزيمة الثقيلة بات برشلونة في المركز الخامس عشر في جدول ترتيب برصيد 7 نقاط، فيما يحتل تشيلسي المركز الخامس وفي رصيده 10 نقاط.
وفقا لصحيفة “سبورت” الإسبانية، كانت ليلة الأمس واحدة من تلك الأمسيات التي لا يسير فيها أي شيء وفق المخطط له في برشلونة. الفريق لم يتمكن إطلاقا من تنفيذ أفكاره، وتفوق تشيلسي عليه بدنيًا وتكتيكيًا بقيادة إنزو ماريسكا.
سيطر الفريق الإنجليزي على مجريات اللقاء منذ اللحظة الأولى، ولم يدخل برشلونة فعليا في أجواء المباراة. ومع ذلك، جاء الطرد القاتل لرونالد أراوخو في الدقيقة 43 ليحوّل الصعوبة إلى انهيار واضح في صفوف الفريق الكتالوني.
فليك.. أكثر نشاطا من أي وقت مضى
منذ انطلاق الموسم، بدأ يظهر هانز فليك بصورة أكثر حيوية واندفاعا على خط التماس، وهو ما لاقى ترحيبا واسعا من الجماهير التي تشاهد مدربها أكثر انسجاما مع هوية النادي.
وقالت الصحيفة: “خلال مواجهة تشيلسي، لم يتوقف فليك عن توجيه لاعبيه والاحتجاج على كل لقطة مثيرة للجدل. كانت أبرز لحظاته اعتراضه الحاد على هدف مارك كوكوريّا الذي بدا في موقع تسلل في الإعادة التلفزيونية، رغم احتساب تقنية الفيديو له، ما دفع فليك للاحتجاج بقوة على الحكم الرابع”.
ورغم لحظات الانفعال، برز جانب الدعم لدى فليك أيضا، إذ صفق مرارا للحارس خوان جارسيا كلما خرج من منطقته لقراءة الهجمات وإبعاد الكرة. هذا الدور المتقدم، أحد أعمدة هوية برشلونة، نفّذه جارسيا بشجاعة، وكان فليك يقدّر ذلك بعناية من المنطقة الفنية.
تير شتيجن يظهر في المدرجات
أما المفاجأة الكبرى فكانت ظهور مارك-أندريه تير شتيجن في مدرجات ستامفورد بريدج، وهو أمر لم يظهر عبر التلفزيون.
سافر الحارس الألماني، الذي يواصل العمل بشكل منفرد في المدينة الرياضية تمهيدا للعودة إلى التدريبات الجماعية، إلى لندن وجلس خلف مقاعد البدلاء مباشرة. وبرغم أن تواجده لم يكن إلزاميا، إلا أنه حمل دلالة قوية بعد صيف شهد كثيرا من الجدل حول إصابته.
وتشير الصحيفة إلى أن تير شتيجن تعرض العام الماضي لانتقادات عندما سافر جول كوندي إلى ميلانو لدعم الفريق في نصف نهائي الأبطال بينما بقي هو في برشلونة.
لكن هذه المرة، وبصفته قائدا للفريق، لم يُرِد الغياب عن مناسبة بهذا الحجم. تواجد مع اللاعبين في الفندق، ودخل غرفة الملابس قبل المباراة، ثم تابع المواجهة من المدرجات وهو يدعم الفريق طوال دقائقها. في ظل الظروف الحساسة التي يعيشها برشلونة حاليا، حمل ظهوره رسالة التزام قوية قدّرها النادي أكثر مما ظهر للمشاهدين.
مشادات في المدرجات
لم تخلُ الليلة كذلك من بعض التوتر بين الجماهير الكتالونية التي رافقت الفريق. فبعد صافرة النهاية، ألقت الشرطة البريطانية القبض على اثنين من المشجعين بسبب رميهما بعض الأشياء باتجاه مدرجات تشيلسي، وقد قضيا ليلتهما في الحجز، وقد أحيلا لمحاكمة سريعة قبل عودتهما إلى برشلونة.
لاحظ الحضور في الملعب الرقابة الصارمة للسلطات على جماهير الفريق الزائر، إذ تابعت تحركاتهم منذ تجمعهم في أحد الحانات القريبة -وهو مكان معتاد للمشجعين المسافرين- وحتى خروجهم من الملعب، حيث رافقتهم الشرطة في مجموعات تفاديا لأي حوادث.
جدل مستمر
تزامنا مع الحملة الرئاسية لبرشلونة، زاد الجدل حول آلية التشجيع في مدرجات كامب نو. إذ ارتفعت أصوات تشكك في النموذج الحالي، معتبرة أن مسؤولية خلق أجواء حماسية لا يجب أن تقع على مجموعة صغيرة من المشجعين فقط، بل يجب أن تكون جهدا جماعيا يشارك فيه عموم الحضور.
ويكتسب هذا الملف أهمية بالغة، خصوصا أن الجماهير التي تسافر عادة لخوض مباريات دوري الأبطال تمثل شريحة مؤثرة رياضيا ورمزيا داخل برشلونة.
ماذا قال فليك
وكان المدير الفني لفريق برشلونة هانز فليك قد صرح بعد المباراة قائلا إن طرد رونالد أراوخو جعل مهمتهم شبه مستحيلة أمام تشيلسي، رغم وجود فرص للتقدم في البداية، مشيرًا إلى فقدان الكرات السهلة تحت الضغط.
وشدد على أن اللعب بعشرة لاعبين لدقائق طويلة منح تشيلسي تفوقًا واضحًا في الاستحواذ، داعيًا الفريق لتقبل الهزيمة والتفكير بإيجابية.
وعبر المدرب الألماني عن صعوبة الوصول للمراكز الثمانية الأولى، لكنه أصر على أن كل شيء ممكن بشرط زيادة العدوانية والضغط، مؤكدًا أن تشيلسي كان أكثر ديناميكية. وبشأن الأخطاء الفردية وطرد أراوخو، قال إنه يحتاج لمراجعة اللقطات، مشددًا على وجود ثلاث مباريات متبقية يثق بإمكانية الفوز بها، مع إشادة بعودة رافينيا وتطور ماركوس راشفورد.
واختتم فليك بتفاؤل واضح قائلا: “سوف نرى برشلونة مختلفًا قريبًا، فما أراه في التدريبات من جودة وشدة أفضل بكثير مما سبق”.




